هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في الوظائف؟.. خبير تكنولوجيا معلومات يجيب:
يشهد العالم اليوم تطوراً متسارعاً في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سوق العمل وهل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في وظائفهم؟ هذا السؤال يقلق الكثيرين، خاصة مع تزايد قدرة الأنظمة الذكية على أداء مهام كانت حكراً على البشر.
الذكاء الاصطناعي: قوة دافعة للتغيير
لا يمكن إنكار أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة دافعة للتغيير في العديد من المجالات، بما في ذلك الصناعة والخدمات والصحافة فالأنظمة الذكية قادرة على:
* أتمتة المهام الروتينية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى مهام بسيطة وروتينية، مما يتيح للبشر التركيز على مهام أكثر تعقيداً وإبداعاً.
* تحليل البيانات الضخمة: يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل.
* التعلم المستمر: تتعلم الأنظمة الذكية باستمرار من البيانات الجديدة، مما يحسن من أدائها بمرور الوقت.
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر؟
وفى هذا السياق كشف المهندس أسامة شبكة، خبير تكنولوجيا المعلومات، والمستشار الفني لشركة سبيكترم لنظم المعلومات، انه على الرغم من القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي، فمن غير المرجح أن يحل محل البشر تماماً في سوق العمل، وذلك لعدة أسباب منها :
الذكاء العاطفي والإبداع؛ لافتا انه لا يزال البشر يتمتعون بقدرات فريدة مثل الذكاء العاطفي والإبداع والتفكير النقدي، وهي قدرات يصعب على الأنظمة الذكية محاكاتها فضلا عن التعاون بين الإنسان والآل فالمستقبل يكمن في التعاون بين الإنسان والآلة، حيث يستخدم البشر الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدتهم على أداء وظائفهم بشكل أفضل، بالإضافة الى تغير طبيعة العمل بدلاً من استبدال البشر، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طبيعة العمل، حيث ستظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة.
التحديات والفرص
واضاف خبير تكنولوجيا المعلومات لـ" المشاهد" أن انتشار الذكاء الاصطناعي واجه بعض التحديات، مثل فقدان الوظائف؛ حيث انه قد يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف، خاصة تلك التي تعتمد على مهام روتينية، كما ان الأخلاقيات تثير الذكاء الاصطناعي العديد من القضايا الأخلاقية، مثل المسؤولية عن القرارات التي تتخذها الأنظمة الذكية، ولكن في الوقت نفسه، يفتح الذكاء الاصطناعي أبواباً جديدة للفرص، مثل خلق وظائف جديدة ، حيث سيؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى خلق وظائف جديدة تتطلب مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي وتطويره.
تحسين جودة الحياة
واوضح خبير تكنولوجيا المعلومات انه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين جودة الحياة من خلال تطوير حلول لمشاكل مثل المرض والجوع والتغير المناخي والاستعداد للمستقبل، حيث انه يمكن للذكاء الاصطناعي تلبية متطلبات سوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، يجب على الأفراد والمؤسسات الاستعداد من خلال تطوير المهارات فيجب على الأفراد تطوير مهاراتهم في مجالات مثل التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات والتعلم المستمر والتعليم المستمر، حيث يجب على المؤسسات التعليمية توفير برامج تعليمية تواكب التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، كما انه يجب الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة التنافسية، موضحا ان الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للبشر، بل هو أداة قوية يمكن استخدامها لتحسين حياتنا من خلال الاستعداد والتكيف مع التغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، يمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع.
دراسة عن المخاوف من وظائف المستقبل
وكشفت دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية مؤخراً عن أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون سببا في القضاء على الوظائف، بل سيكون أداة مكملة للكثير منها، موضحة أن التغيير سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف حيث سيكون هناك تركيز واستقلالية أكبر أثناء أدائها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
واضافت الدراسة، ان الحديث زاد عن مزاحمة الذكاء الاصطناعي للبشر واستبدالهم في مجالات مختلفة، بصورة كبيرة في الفترة الماضية مع اتساع رقعة استخدام أدواته وخصوصا الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بدأ يبزغ نجمه منذ عام 2020، مشيرة أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي التوليدي ستعتمد إلى حد كبير على كيفية إدارة انتشاره، داعية إلى ضرورة صياغة سياسات تدعم عملية انتقالية منظمة ونزيهة وتشاورية.
وشددت الدراسة على أهمية التدريب على المهارات، والحماية الاجتماعية الكافية، وإسماع صوت العمال لإدارة عملية التحول نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإلا فإن عددا قليلا من البلدان المستعدة جيدا والمشاركين في السوق سيحصدون ثمار تلك التقنيات الجديدة.