مؤتمر القاهرة للإعلام بالجامعة الأمريكية يناقش صحافة الحرب والصراع في العصر الرقمي
مستشار جمعية المحررين النرويجيين: يجب التأكد من اختيار مصادر وصحة المعلومات .. والحذر عند نشر الصور الرسمية للقـ ـتلى والمصابي
رئيسة قسم التحقق بمنظمة التحقق من الحقائق النرويجية: صناعة المحتوى وتغطية الحرب تطورت داخل أوكرانيا .. والكثير من الوسائط الإعلامية التي لم يكن لدينا القدرة على التحقق من المحتوى
مؤسس وعضو مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين بالأردن: الغرب تحجج بقسوة الصورة على أسر الضحايا حتى لا ينشر صور مجازر فلسطين
مدير الدراسات العليا ودراسات الصحافة الدولية: هناك شباب قادر على استخدام المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي .. وانتاج محتوى ينقل السردية الحقيقية
كريستين سكاري أورجيريت: العديد من الدول الأفريقية تقوم بأداء أفضل بكثير من الدول الأوروبية فيما يتعلق بالعمل الصحفي.. وهناك ضغط متزايد ضد الديمقراطيات في العالم
نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، النسخة السادسة من مؤتمر القاهرة للإعلام، حيث ناقش المؤتمر العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالاعلام من جميع الجوانب فضلا عن التطرق لمستقبل الصحافة فى ظل التطوير الكبير فى عالم الذكاء الاصطناعى.
وفى بداية المؤتمر تحدث خالد البلشي نقيب الصحفيين المصرى فى الكلمة الافتتاحية لمؤتمر القاهرة للإعلام، قائلا: " ان ما يحدث في فلسطين ولبنان جريمة ضد الإنسانية تتطلب إدانتنا جميعاً، حيث استشهد أكثر من ١٨٠ صحفي وصحفيًا في فلسطين حتى الآن، ولكن هل تكفي الإدانة؟ مؤكدا ان الدعم الغربي للقـ ـتله، يظهر بوضوح وهناك من يختار السكوت عن الحق، وجزء من دورنا أن نقف لنقول كفى لهذا التواطؤ الذي يهدد حياة الصحفيين، مؤكدا ان هدفنا مهما حدث ألا يدفع صحفياً ثمناً مشابهًا، حتى لو كان على الطرف الآخر، ولنكن صوتاً لم يسمع بعد ولنجعل من قضايا الصحفيين محوراً لحركتنا.
وخلال الكلمة الرئيسية الأولى والتى جاءت تحت عنوان " الأخلاق والتوازن والحقيقة في تغطية الحرب" صرح أرني جينسن المستشار الأول لجمعية المحررين النرويجيين انه يجب التأكد من اختيار مصادر وصحة المعلومات، حيث انه من السهل قولها لكن ليس سهلاً أن نمارسها، كما ان علينا أن نكون حذرين عند نشر الصور الرسمية للقـ ـتلى والمصابين، لأنه من المهم الاعتناء برفات من ماتوا، وإظهار الاعتبار للمتضررين، ولكن كذلك يجب أن نضع في الاعتبار القارىء وكيفية تأثير هذه الصور عليه، و مازال علينا دور مهم لنلعبه كصحفيين وهنا المؤتمر فرصة لتذكره انفسنا بذلك لنحسن عملنا وعمل زملاؤنا.
وفى نفس السياق قالت سيلجي فورسوند رئيسة قسم التحقق في منظمة التحقق من الحقائق النرويجية، انه في فبراير ٢٠٢٢، كان الدخول لأوكرانيا صعباً، ورأينا كيف تطورت صناعة المحتوى وتغطية الحرب داخل أوكرانيا إلى الكثير من الوسائط الإعلامية التي لم يكن لدينا القدرة على التحقق من المحتوى، ومن ثم أصبح هناك إحساس أهمية للتحقق من المحتوى، تجمع عدد من الإعلاميين في مختلف التخصصات وانشأنا منظمة Faktisk وقمنا بتطوير منهجية تضمن مباديء وطرق التحقق يتضمن كيفية التحقق من المحتوى، خطوة بخطوة وأصبح من الممكن مشاركته مع باقي الصحفيين.
وعلى الجانب الاخر صرح نضال منصور - مؤسس وعضو مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين بالأردن، أن الغرب تحجج بقسوة الصورة على أسر الضحايا حتى لا ينشر صور مجازر فلسطين هل ستكون الصورة أقسى من قتل اسرتك بالكامل؟ وكثير من المؤسسات قررت أن تتخلى عن مهنيتها، في سياق مصالح الاحتلال، كما أن عدد الصحفيين القتلى منذ بداية حرب أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى الآن 17 صحفياً، بينما أستشهد أكثر من 180 صحفيًا في حرب غزة حتى الآن.
وتسائلا منصور : " هل يستطيع الصحفي انتاج محتوى حر بدون صون الحريات والحقوق؟، وهل نحن نملك منصات أساسية خاصة بنا؟ نحن نتعامل مع منصات اجنبية في النهاية، موضحا ان الاعلام المنحاز لإسرائيل يعلم تمام العلم بمبادئ المهنية الصحفية لكنهم يطبقون سياساتهم ولا يهتمون.
اما زاهرة حرب - مدير الدراسات العليا ودراسات الصحافة الدولية، رئيس مجموعة في سيتي، جامعة لندن، ان هناك شباب قادر على استخدام المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي وانتاج محتوى ينقل السردية الحقيقية، وهناك مساحة حرية أكبر على السوشيال ميديا من الحرية المتاحة بالصحف والمنصات الصحفية.
فيما ذكر سمير عمر- صحفي ومقدم برامج ومدير مكتب سكاي نيوز عربية بالقاهرة، ان الصحفي المواطن، نجح في تغيير المعادلة، لأنه نجح في تسييد سردية بعينها، نتيجة تحيز وسائل الإعلام، و من اللازم أن نستغل كل هذه الأدوات المتاحة، في ظل التنامي لأدوات التواصل، فكل المؤسسات تلجأ للسوشيال ميديا لتغطية الأخبار، لذا يجب أن نستغل هذه الأدوات لنخلق صحافة أكثر رضوخًا لملاك الوسائل الإعلامية.
كما كشف طارق سعيد - صحفي ومحرر ومنسق منتدى المحررين المصريين، ان قصص الحرب يجب أن تكون عن الإنسان لا السلاح، عن المظاهر التي قضت عليها الحرب، لا الحديث عن التقدم العسكري، يجب أن تضمن معاناة الناس لا الاجتياح، يجب أن تأنسن الضحايا لا أن تجعلهم مجرد أرقام ثم تختفي، مشيرا انه منذ اجتياح السوشيال ميديا وأصبح هناك قوة أخرى في هذا العالم،
ومعظم مؤثرين السوشيال ميديا أغلبهم لم يكن له علاقة بالسياسة، أغلبهم تحولوا بعد الحرب إلى أشخاص مهمتهم نقل الحقيقة، أليس هذا ضوء في نفق الحقيقة؟
، كما اننا وجدنا صانعي محتوى على السوشيال ميديا ليس لديهم امكانيات وأدوات ال BBC أو ال CNN ولكنهم تمكنوا من التأثير بشكل أكبر واقوى في نقل الحقيقة بغزة والرهان كان وسيظل على ضمائر الناس التي لا يستطيع اي إعلام، مهما كانت قوته تغييره أو إسكات صوتهم.
وفى سياق متصل اكد أكرم القصاص - كاتب صحفي ورئيس مجلس إدارة اليوم السابع، انه يبدو أن هناك انقسام حقيقي بين آراء الناس حول الحرب، في الجانب العربي يمكن أن يدخل الناس في حروب إعلامية على السوشيال ميديا، فتح نقاش حول ٧ اكتوبر يمكن أن يقسم الناس إلى فريقين الانحيازات موجودة طوال عمرها في الحرب، لكن بقدر حضور الإتجاهات التقليدية، إلا أننا قادرين على صنع قصصنا الخاصة على السوشيال ميديا، والحقيقة أن كل المؤسسات الإعلامية التقليدية استفادت من وجود السوشيال ميديا.
وفى نفس السياق اكد فراس الأطرقجي أستاذ ممارس ومدير تحرير مشارك بمجلة القاهرة للشئون العالمية، الجامعة الأمريكية بالقاهرة انه من الصعب حالياً متابعة السوشيال ميديا، فقد أصبحت قادرة على إشعال حرب في حد ذاتها، فالكثير من الناس يحاولون إقصاء البعض الآخر، وهذا دليل على أهميتها، وفي كل موضوع انقسامي، يظهر خطاب الكراهية بقوة، وأحياناً يبدو أنه ليس هناك قدرة على توحيد وجهات النظر، أو تضييق الفجوة بين الاختلافات، خاصة مع حدة الخلاف بين مستخدمي السوشيال ميديا.
دور الصحافة الرقمية في الصراعات الحالية في أفريقيا
وفى الكلمة الرئيسية الثالثة قالت كريستين سكاري أورجيريت، النرويج - أستاذة في قسم الصحافة والدراسات الإعلامية بجامعة أوسلو ميتروبوليتان (أوسلو ميت): أرى أن العديد من الدول الأفريقية، تقوم بأداء أفضل بكثير من الدول الأوروبية فيما يتعلق بالعمل الصحفي، و نحن في وقت فيه ضغط متزايد ضد الديمقراطيات في العالم، و أخبرني أحد الصحفيين من بنجلاديش من قبل، لديكم سقف حرية كبير في الصحافة بالنرويج فما الذي تفعلونه للاستفادة من هذه الحرية التي تتمتعون بها ؟ كما ان هناك خطر فى الاعتماد على مصدر واحد للقصة، حيث انه لن تخرج قصة ناقصة فقط بل ستكون ناقصة وغير مكتملة، عندما تبدأ في الحديث عن الطرف الآخر على اعتبار أنه عدو، لا يكون من الصعب أن تدخل في حرب.
اما خالد عز العرب - أستاذ مشارك في الممارسة، قسم الصحافة والإعلام، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فقال ان تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة جداً، وما يسهل اكتشاف تزييفه اليوم يصعب فعل ذلك بعد عدة أشهر، وهناك بعض الآثار الإيجابية المحتملة للذكاء الاصطناعي في التغطية الإعلامية منها تخفيض بعض الأعباء على الصحفيين ليتفرغوا للقصص الأهم، بجانب تسهيل التنقيب في البيانات بالإضافة إلى تخفيف النفقات في المؤسسات الصحفية.
وفى نفس السياق قالت مارينا ميلاد - صحفية رقمية في موقع مصراوي ومؤسسة شركة ستوري تايم الإعلامية، ان الذكاء الاصطناعي أداة يمكن أن نستخدمها بشكل رشيد، بشرط أن يكون من يعمل عليها مؤهل لذلك، وأن تكون لديه الرسالة والأخلاقيات المرتبطة بغرفة الأخبار، نستخدم قصص متعددة الوسائط لمجاراة التكنولوجيا وتطوير أشكال المحتوى لنصل إلى شريحة أكبر من الجمهور.
اما محمد الهواري - رئيس تحرير موقع الفنار للإعلام - خبير إدارة وتطوير غرف الأخبار، فقال ان أكبر خطر يواجه العالم في مدار أخر عامين، هو التضليل المعلوماتي، وهذا الخطر سيستمر ليصبح من أحد أخطر ١٠ أشياء ستواجه العالم خلال العشر سنوات المقبلة، وأصبح هناك فرصة ضئيلة جداً في التفرقة بين ما هو طبيعي وما هو مولد بالذكاء الاصطناعي، واستخدام هذه الموارد يؤدي إلى ازدياد خطاب الكراهية، و السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه، لماذا نحتاج إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار؟ وهل لدينا الإمكانيات المادية لفعل ذلك؟.
وذكرت نائلة حمدي - عميد مساعد للدراسات العليا والبحوث - كلية الشئون العالمية والسياسات العامة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، انه كان يوماً رائعا تحدثنا فيه عن سلامة الصحفيين في الحروب، وصناعة المحتوى على السوشيال ميديا والانفلونسرز، ووجدنا أن الصحفيين تمكنوا من إنتاج قصص صحفية جذابة تشبه الألعاب الالكترونية في جاذبيتها وتشويقها، وسيكون هناك دروس متعلمة من هذا المؤتمر فقد شاركنا المتحدثين كيف يمكن للسوشيال ميديا أن تخلق الانقسام، وتأثير خطاب الكراهية وتحدثنا عن مصطلح هاشتاج الكراهية hatetag، وأهمية تمهيد الجسور بين الأكاديميين.
ومن جانبها اكدت رشا علام - أستاذ مشارك ورئيسة قسم الصحافة والإعلام، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أننا
تناولنا مصطلحات جديدة مثل الديمقراطية الرقمية، والذكاء الاصطناعي والمخاوف التي يطرحها وكذلك الفرص التي يقدمها، والأهم الاستفادة الممكنة منه، والمستقبل ينفتح للمزيد من النقاشات.
وعادت مرة اخرى للحديث كريستين سكاري أورجيريت، النرويج - أستاذة في قسم الصحافة والدراسات الإعلامية بجامعة أوسلو ميتروبوليتان (أوسلو ميت)، وقالت انه في نهاية المؤتمر أحب أن أذكر شجاعة ومقاومة الصحفيين في غزة والشرق الأوسط لما يواجهن من خطر ليخبرونا بما يجري في غزة.
كما عاد ليختتم كلمته باليوم الاول من مؤتمر القاهرة للإعلام ارني جنسن - المستشار الأول لجمعية المحررين النرويجيين (Norsk Redaktørforening, NR) للحديث عن التحدي الآخر مع الذكاء الاصطناعي تأثيره على الصحافة، أريد أن أذكر أننا نشرنا في اتحاد الصحفيين النرويجيين محتوى صحفي مولد بالذكاء الاصطناعي ولكن، لا يمكن إنتاج أي شيء بالذكاء الاصطناعي بدون إشراف بشري.